الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه وأرضاه -
مولده ونشأته:
اسمه عبد الرحمن بن صخر الدوسي.
نشأ يتيمًا، وكان يعمل أجيرًا عند بسرة بنت غزوان.
ولد باليمن وكان من بيت فقير وليس له من الناس أحد إلا أمه.
كان اسمه في الجاهلية (عبد شمس).
* * * * * * * *
إسلامه:
أسلم أبو هريرة على يد الطفيل بن عمرو الدوسي، وظل باليمن في قومه (دوس) ولم يهاجر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة إلا بعد الهجرة بست سنين.
أسماه الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن، وكان يناديه كثيرًا: (يا أبا هِر)
وكان سبب كنيته ب(أبي هريرة) أنه كانت له في طفولته هِرَّة صغيرة يلعب بها فجعل قرناؤه ينادونه: أبا هريرة.
* * * * * * * *
تشرفه بخدمة النبي:
انقطع أبو هريرة بعد دخوله في الإسلام إلى صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وخدمته.
ودعا أمه للإسلام فدخلت بعد دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لها، وكان بارًا بها أشد البر.
لزم أبو هريرة الصُّفَّة(وهي مكان في مسجد الرسول كان مخصصًا لسكن فقراء الصحابة)، وكان يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل حركاته فلا يكاد يفارقه حتى حفظ عنه أحاديث كثيرة جدًا، لاسيما بعد أن دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم له بعدم نسيان العلم.
حفظ أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من ألف وستمائة حديث، وكان يقول: أحفظ حيث ينشغل إخواني المهاجرين بتجارتهم وإخواني الأنصار بزراعتهم.
* * * * * * * *
شغفه بالعلم:
كان أبو هريرة رضي الله عنه محبًا للعلم، وكان يحبه لغيره لدرجة أنه كان يذهب إلى أهل السوق بالمدينة ويقول لهم: أنتم هنا قاعدون وميراث النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بالمسجد، ما أعجزكم. فيذهب الناس فلا يجدون شيئًا سوى القائمين في صلاة أو القارئين لكتاب الله أو الجالسين في دروس العلم، فيتعجبون من أبي هريرة. فيقول لهم: ذلك ميراث النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما كثر المال وفاضت الخيرات وجاءت غنائم الفتح، صار لأبي هريرة رضي الله عنه مال ومنزل ومتاع وزوج وأولاد، ولم يغير ذلك من شغفه بالعلم ولا تواضعه وشدة عبادته واجتهاده وطاعته.
* * * * * * * *
ورعه وتقواه:
وفي خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، صار أبو هريرة واليًا على المدينة، فلم يفت ذلك في ورعه وتقواه؛ فكان يصوم النهار ويقوم الليل.
وكان رضي الله عنه يُكثر من قوله: ( نشأت يتيمًا، وهاجرت مسكينًا، وكنت أجيرًا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني، فكنت أخدم القوم إذا نزلوا، وأحدو لهم إذا ركبوا، فزوجنيها الله تعالى (يعني بسرة بنت غزوان)، فالحمد لله الذي جعل الدين قوامًا وصيَّر أبا هريرة إمامًا).